من شارع عمان في العاصمة صنعاء تم اعتقالها قسريًّا في تاريخ 2 أغسطس سنة ٢٠١٩، لتظل رغمًا عنها في السجن فترة تزيد على ثلاثة أشهر، وطيلة هذه الفترة عانت "برديس" من التعذيب والانتهاكات والتعب والخوف والجوع والعطش.
في حالة خطيرة من المعاناة المريرة وعدم الأمان تعيش الضحية برديس محمد علي طاهر السياغي من أهالي الحَيْمَة الداخلية، عزلة بني السياغ، التابعة إداريًا لمحافظة صنعاء، وهي شاعرة وناشطة حقوقية، كما تقول، ومتزوجة ولها ٣ أطفال كما جاء في شكواها المقدمة لمؤسسة رصد العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وخصوصاً ضحايا التعذيب في السجون.
بنت السياغي تعرضت للتعذيب فى سجون أنصار الله (الحوثيين)، بل إنهم، قبل اختطافها من الشارع، كانوا أطلقوا عليها رصاصتين أصابتها واحدة منهما بين منطقة الكتف والقلب، وقبل اعتقالها تم اقتحام بيتها بتهمة كاذبة وهي وجود مخزن أسلحة فيه، وبدأوا باعتقال زوجها، فرفعت عليهم دعوى قضائية، ولكنهم منعوها من متابعة قضيّتها، واختطفوها، لإسكاتها، وكفّها عن المطالبة بحقها، وجرحوها في منطقة الرقبة، وسبب ذلك كله هو خلافهم معها بمبرر غير قانوني مفاده أنها لم تعد تشارك بقصائد مكتوبة بحسب طلبهم، فعاقبوها بأشكال عديدة؛ كالاعتداءات، والملاحقات، والترهيب.
أما بشأن زوجها، فقد بقي في سجونهم مدة ٨ أشهر من عام ٢٠١٨، وأبلغوها ذات يوم بأنه مات وأنهم قد صلوا عليه صلاة الغائب، ولكنها لم تقبل هذا الشيء، وراحت تطالبهم بأن يسلموا لها جثة زوجها؛ كي تشاهد الحقيقة بعينها، إلّا أنهم رفضوا طلبها وبعد جدال وخلاف كبير اقتحموا منزلها ثم بعد هذه الخطوة بفترة اعتقلوها من الشارع وهو عقاب على كفاحها في استعادة حرية زوجها، وبحثها عن العدالة.
في ذلك المعتقل القاسي، المجهول بالنسبة لنا، كانت برديس تتعذب كل يوم، لم تسلم لا من التعذيب النفسي ولا الجسدي؛ لقد استخدموا معها شتّى صنوف التعذيب، وأقساها، من الترهيب إلى الصعق بالكهرباء إلى ضرب وجهها على الطاولة حتى تعرضت عينها اليمنى للضرر، وكُسِرَ أنفُها، وكان يتم ربطها من كلتا يديها إلى سُلَّم حديدي من منتصف الليل حتى السابعة صباحاً، أو من بعد صلاة الفجر إلى وقت الظهيرة، ولم تكن تحصل إلّا على كسرة من الخبز الجاف مع لتر ماء من دورة المياه القذرة.
بعد خروجها من قبضتهم، هاجرت إلى مصر علّها تجد الأمن هناك ولكن وصل بهم الحقد إلى حد تهديدها إلى داخل جمهورية مصر العربية بل قد تم الاعتداء عليها حتى هنا، وحاولوا اختطافها هي وابنها الذي عمره لا يتجاوز ١٥ عامًا، فأبلغتْ حينها السفارة اليمنية والأمن المصري بعد الحادثة لكن لا أحد من المسؤوليين استجاب لها، فذهب بلاغها سدى إذ ما زال الخطر يحوم حولها باستمرار.
"أنا في نظر الحوثيين أول امرأة متمردة عليهم، وأول فتاة ظهرت على الإعلام وفضحت جرائمهم، بل كنتُ أنا أول من كشف سجونهم السرية، وأول من تكلم عن اغتصاب الفتيات داخل معتقلاتهم اللإنسانية"، وأضافت بأن تهمتها هي خيانة وطن، وإرهاب دولة، وتخابر مع قوات التحالف العربي وجيش الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وجميعها اتهامات باطلة تم فبركتها لها من قبل جماعة الحوثيين، الجماعة القاسية على أصحاب الرأي المُخالِف، هذه هي قصة برديس السياغي التي تحتاج إلى المساعدة النفسية والحماية كي تعيش مع أطفالها في أمان وبكرامة بعيداً عن التهديدات والمخاوف والشتات.